القوات المسلحة تصالح الثوار بعمل نصب تذكاري جديد في ميدان التحرير

قضى ثوار التحرير ليلتهم داخل الميدان في حالة من الترقب و الحذر، تحسبا لوقوع مصادمات مثيلة لما تعرضوا له أمس الأول على أيدي رجال الشرطة العسكرية - والتي اعتذرت عنها القوات المسلحة في قوت لاحق، إلا أن ساعات الليل مضت دون وقوع أي احتكاكات تذكر، ولم يفلح ضباط القوات المسلحة في إقناع الثوار بالعدول عن البقاء داخل الميدان وفض اعتصامهم بعد رفض الشباب لذلك مؤكدين أنهم لن يغادروا قبل رحيل أحمد شفيق رئيس الوزراء وجميع رجال النظام السابق.

في حين، حاولت عربتي أمن مركزي تابعتين للشرطة المدنية، عبور الميدان في تمام الساعة الرابعة وخمس وأربعون دقيقة فجرا، قادمتين من شارع قصر العيني، إلا أن المعتصمين تجمهروا قرب العربتين وهم يصيحون، مهددين بالتصدي لهما، فما كان من قائدي العربتين سوى الإسراع بالتراجع والفرار، قبل أن يقوم الشباب بإعادة تأمين مداخل ومخارج الميدان تحسبا لعودة عربات الأمن المركزي.

في سياق متصل، قامت القوات المسلحة المصرية، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، في البدء بإنشاء نصب تذكاري جديد لشهداء ثورة 25 يناير، عوضا عن النصب الذي دمر أثناء المصادمات بين الثوار ورجال الشرطة العسكرية أمس الأول، حيث حضرت إحدى العربات الضخمة التي تحمل نصبا خشبيا مربع الشكل يتجاوز طوله 10 أمتار وقطره المترين، وقامت بوضعه وسط الميدان بالقرب من مدخلي شارعي الفلكي وطلعت حرب، تأكيدا من القوات المسلحة على اعتذارها عما بدر من رجالها تجاه شباب الثورة.