معارك عنيفة بين "الثوار" وقوات القذافي للسيطرة على مدن شرق العاصمة وغربها

اشتدت المواجهات صباح الاثنين بين "الثوار" الليبيين والكتائب الامنية الموالية للزعيم معمر القذافي للسيطرة على مدن شرق العاصمة وغربها ، فيما رفضت المؤسسة العسكرية الأمريكية شن عمل عسكري ضد ليبيا نظرا لكونها دولة مسلمة .
وشن الطيران التابع للقذافي غارة جوية اليوم استهدفت ميناء راس لانوف النفطي الإستراتيجي شرق ليبيا، فيما تعرضت مدينة الزاوية شرق بنغازي لقصف عنيف .
واشار شهود عيان الى ان القوات الموالية للقذافي تحاول اجتياح الزاوية ، مدججة بدبابات وأسلحة رشاشة ، وتمكنت من محاصرة المدينة.
ونقل قناة "الجزيرة" عن لطفي الزاوي صحفي من الزاوية قوله: " ان المدينة تشهد قصف غير مسبوق واعمدة الدخان تتصاعد منها ".
وكانت "الزاوية" شهدت بالأمس معارك وصفت بأنها الأعنف حتى الآن حيث قصفت القوات التابعة للقذافي المدينة بالدبابات لكنها فشلت في دخولها أمام دفاعات الثوار.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن طبيب أن القوات التابعة للقذافي ارتكبت "مجزرة" في الزاوية.
فيما أعلن الثوار الليبيون انسحابهم من بلدة بن جواد الواقعة إلى الشرق من سرت بعد معارك عنيفة.
وقال مراسل قناة "العربية " "أن السيطرة على بلدة بن جواد ، الواقعة بين راس لانوف قرب طرابلس ، اصبح امرا صعبا على الثوار لأن قوات القذافي تستخدم النساء والاطفال كدروع بشرية مما يعيق تقدم الثوار" ، كما أكد أن عمليات الكر والفر ما زالت مستمرة.
وأشار المراسل الى قوات الموالية للقذافي تستهدف الصحفيين حيث تم اصابة صحفي فرنسي وتم اعتقال صحفيين مصريين.
وشيع سكان البلدة ظهر اليوم جنازات القتلى الذين سقطوا امس في معارك مدينة بن جواد.
وقتل ثمانية أشخاص واصيب 59 آخرين بجروح الأحد في معارك دارت قرب قرية بن جواد ، وافادت مصادر طبية في مستشفى اجدابيا التي تقع على بعد 160 كلم غربي بنغازي: " انه تم نقل معظم الجرحى اثر المعارك التي دارت الأحد بين قوات العقيد معمر القذافي والثوار قرب قرية بن جواد".
وقال شهود "إن ما بين ستة إلى ثمانية جرحى توفوا خلال نقلهم أو بعد وصولهم إلى بنغازي الأمر الذي تعذر التأكد منه في الحين".
والقتلى والجرحى كلهم تقريبا من المتطوعين الثوار ويتحدر معظمهم من بنغازي.
قصف جوي

استهدفت غارة جوية الاثنين مدينة راس لانوف النفطية الاستراتيجية شرق ليبيا، ورد عليها الثوار بقصف مدفعي مضاد للطيران.
وقال شهود عيان " ان انفجار أعقبته سحابة من الدخان تتصاعد من الصحراء على مسافة نحو كيلومترين شرق المدينة" ، مشيرين إلى أن ست قطع مدفعية منصوبة في مركز مراقبة قامت ردا على ذلك بإطلاق قذائفها باتجاه السماء في حين أخذ الثوار يقفزون ويغنون.
وشنت الطائرات الليبية غارتين على راس لانوف، التي يسيطر عليها الثوار منذ يوم الجمعة الماضي، لكنهما لم يوقعا إصابات.
وشهدت بلدة راس لانوف بشرق ليبيا صباح اليوم فرار العديد من السكان في سيارات محملة بمتعلقاتهم ، وذلك خشية تعرضهم لهجوم من الكتائب الموالية للزعيم معمر القذافي.
وتم اجلاء صحفيون من فندق راس لانوف الرئيسي قبيل الفجر بعد أن حذر العاملون هناك قائلين "ان ليس بامكانهم ضمان سلامتهم ولم يقابل الصحفيون سوى عدد قليل من المحتجين الذين بدا عليهم بشكل واضح القلق عند نقطتي تفتيش في طريقهم خارج المرفأ النفطي متجهين شرقا".
ونقلت وكالة "رويترز" عن رب أسرة في سيارة مليئة بالمتعلقات قوله: "نغادر ببساطة لان ذلك سيكون أكثر أمانا بالنسبة لنا".
ويشار الى ان الثوار في مدينة مصراته الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرقي العاصمة طرابلس ، نجحوا في السيطرة على المدينة وتصدوا لقوات القذافي بنجاح.
وقتل 18 شخصا على الاقل من بينهم طفلة ، اثر مواجهات وصفت بانها "اكبر واشرس" هجوم شنته قوات القذافي على مصراته من ثلاثة اتجاهات وتمكن الثوار من صدهم حين وصولوا الى قلب المدينة.
وقال شهود عيان ان قوات القذافي انسحبت الى القاعدة العسكرية التي تبعد 7 كيلومترات عن المدينة تاركين خلفهم 20 جنديا أسيرا في قبضة الثوار بالإضافة دبابة.
واحتفل الثوار في مصراته بعد انتصارهم على كتائب القذافي ، وسيطرتهم على المدينة .
ومصراتة أكبر تركز سكاني يسيطر عليه معارضو القذافي خارج شرق البلاد الذي يسيطر عليه المعارضون.
لا لقصف ليبيا

في غضون ذلك اعلنت المؤسسة العسكرية الأمريكية رفضها لشن عمل عسكري ضد ليبيا نظرا لكونها دولة مسلمة مما يكسب هذا الأمر حساسية إضافية حتى ولو كان العمل العسكري لدعم الثورة.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في عددها الصادر اليوم الاثنين: "ان وزير الدفاع روبرت جيتس وكبار القادة العسكريين حذروا من أثر سياسي سلبي إذا ما قامت أمريكا مرة أخرى بمهاجمة دولة مسلمة حتى لو كان ذلك دعما لثورة شعبية" ، مشيرة إلى أن "المخططين العسكريين في هيئة الأركان المشتركة والقادة الميدانيين يعرضون نطاقا واسعا من الخيارات على إدارة أوباما اعتمادا على مدى تطور الأحداث في ليبيا والمدى الذي تريد الولايات المتحدة وحلفاؤها بلوغه هناك".
وبحسب الصحيفة فان قيادي الثورة في ليبيا طلبوا من الولايات المتحدة مهاجمة القوات الليبية وتدمير أسلحتها التي فتحت على مصراعيها ضد الثوار والمدنيين.
وقال مسئولون أمريكيون إن عمليات تحضيرية تجري حاليا لتعطيل الاتصالات بين الحكومة الليبية ووحداتها العسكرية من خلال إرسال إشارات تشويش من الأجواء الدولية.
وكان ثلاثة أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي قد طالبوا الأحد إدارة الرئيس اوباما برد أكثر حزما تجاه الأزمة الليبية كما حثوه على تزويد الثوار الليبيين بالأسلحة والتدريب والأجهزة الإستخباراتية اللازمة لوقف القصف الذي يتعرض له الثوار بالإضافة إلى فرض حظر جوي على ليبيا.
ويذكر أن الرئيس أوباما كان قد طالب العقيد معمر القذافي بالتنحي عن منصبه ، مؤكدا أنه بات يفتقد إلى الشرعية بعد التظاهرات المناوئة لحكمه المستمر منذ 42 عاما واستخدامه القوة العسكرية ضد المتظاهرين