صحف عربية:تطهير الإعلام المصري

احتشد أمس الجمعة آلاف المصريين في ميدان التحرير للتنديد بالفتنة الطائفية التي اشتعلت مؤخرا والتأكيد على وحدة الشعب المصري دون تفريق بين مسلم ومسيحي, هذا وقد أمرت النيابة العامة بحبس أربعة من قيادات سابقين بالشرطة وذلك لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق بتهمة قتل المتظاهرين الذين قاموا بالاحتجاجات في ميدان التحرير, هذا ولقد أكد المستشار عاصم الجوهري مساعد وزير العدل للكسب غير المشروع أن الرئيس السابق حسني مبارك أصبح مواطنا عاديا، وسيمثل شخصيا أمام جهات التحقيق إذا تم استدعاؤه لاستجوابه حول التهم الموجهة إليه.

الأخبار

- عاد آلاف المصريين إلى ميدان التحرير أمس في تظاهرة حاشدة للتأكيد على “الوحدة الوطنية في البلاد”، ورفض التعديلات الدستورية، والتصدي لمثيري الفتنة، فيما شهدت محافظات مصرية عدة تظاهرات للرفض، واحتشد الميدان منذ الساعات الأولى لصباح أمس بعشرات الآلاف استجابة لدعوة أطلقتها أول أمس قوى ائتلاف ثورة الخامس والعشرين من يناير احتجاجا على الأحداث الطائفية التي شهدتها القاهرة مطلع الأسبوع الماضي، وأسفرت عن حرق كنيسة في محافظة حلوان، ووقوع اشتباكات بين مسلمين وأقباط في منطقة منشأة ناصر خلفت عشرات القتلى والجرحى.

- حسب تصريحات المستشار عاصم الجوهري مساعد وزير العدل للكسب غير المشروع، فإن الرئيس المصري السابق مبارك أصبح مواطنا عاديا بلا أي حصانات، وسيمثل شخصيا أمام جهات التحقيق إذا تم استدعاؤه لاستجوابه حول التهم الموجهة إليه، وهي التربح من وظيفته العامة، وتسهيل الاستيلاء على المال العام.

- قال الإعلامي السعودي جمال خاشقجي الجمعة إن مصر ستكون مقرًا للمحطة التي ينوي الأمير الوليد بن طلال إطلاقها قريبا، لينهي بذلك التكهنات التي كانت ترجح دبي أو العاصمة البريطانية لندن، والتقى خاشقجي في القاهرة التي زارها لعدة أيام بعدد من المسئولين بمدينة الإنتاج الإعلامي بالعاصمة المصرية القاهرة لبحث إطلاق القناة.

- أكد مستشار مجلس الأمن القومي الأمريكي توم دونالون للمشير حسين طنطاوي وزير الدفاع المصري على التزامنا واشنطن الشراكة مع مصر وبمساعدة الشعب المصري لإنجاح عملية التحول إلى الديمقراطية.


	المستشار طارق البشري رئيس لجنة تعديل الدستور

- أمرت النيابة العامة المصرية بحبس أربعة من قادة الشرطة لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيق وذلك بتهمة قتل متظاهرين خلال الاحتجاجات التي أدت إلى تخلي الرئيس حسني مبارك عن منصبه والشروع في قتل عدد آخر, ويعد حبسهم الذي يجيء بعد حبس وزير الداخلية السابق اللواء حبيب العادلي على ذمة التحقيق خطوة لإيجاد جو من الثقة بين الشرطة والمواطنين.

- واصل المجلس الأعلى للقوات المسلحة استخدامه للأدوات الدعائية والإعلانية المختلفة من أجل مزيد من التفاعل والتواصل مع أفراد الشعب, وحثّهُم على فرض التعاون مع قوات الجيش في فرض النظام واستتباب الأمن في الشارع المصري, حيث قام الجيش بوضع لوحات إعلانية ضخمة في عدة مواقع متفرقة بالقاهرة ومحافظات أخرى, تطالب المصريين بالعمل والحفاظ على مصر ومنشأتها, وذلك مع التأكيد على وقوف الجيش مع الثورة المصرية.

الرأي

انتقادات ثائرة من قبل المفكرين والكُتّاب العرب من الثورات والفتن والفوضى في مصر مؤكدين أنها من قبل النظام البائد لتفريق جموع المصريين بعد نجاح ثورتهم، فضلا عن إشاراتهم إلى نتائج انقطاع الغاز المصري عن إسرائيل وما يمكن أن يضر اقتصاد مصر.

أشلاء النظام البائد والفوضى والفتن تهدد الثروة البيضاء


	ثورة مصر مظاهرات

انتقد الكاتب الدكتور صبري حافظ بصحيفة القدس العربي التعديلات الدستورية الجديدة حيث يرى أنها وضعت لتخدم أجندات خاصة، من مصلحتها وضع شروط محددة بعينها من شأنها إبعاد بعض الأسماء من الترشح للانتخابات الرئاسية، مثل أحمد زويل ومحمد البرادعي بسبب التخوف من علمانيتهم، مضيفا أن رفض تلك التعديلات هو رفض لخريطة الطريق المضمرة فيها، ومطالبة بوضع خريطة طريق جديدة تنطلق من شرعية الثورة وترسخها، فبدون ذلك ستقع ثمار الثورة في أيدي أعدائها، وستصبح نصف ثورة.

وعلى الرغم من كل ما يحدث الآن، وعلى الرغم من وجود الكثير من العقبات في مسيرة الشعب المصري نحو الحرية والعدالة والديمقراطية، إلا أن الكاتب الدكتور عمر عاشور بصحيفة القدس العربي يؤكد أننا مازالنا على الطريق الصحيح، رغم حملة العنف التي تشنها بقايا النظام السابق، بمن فيهم فلول حزبه وجهاز أمنه، وهم يستهدفون بعنفهم الأهداف الحساسة والسهلة كالكنائس وخطوط أنابيب الغاز وغيرها، ولكن تفكيك جهاز أمن الدولة، وإلغاء قانون الطوارئ، وإنشاء آلية برلمانية لمراقبة الأجهزة الأمنية في المستقبل، وتشكيل لجان تقصي الحقائق سيعطي دفعا وضمانا لاستمرار مسيرة الإصلاح والديمقراطية في مصر على طريقها الصحيح.

ومن جانبه يرى الكاتب أمجد عرار بصحيفة الخليج الإماراتية أن الفتنة لكي تنجح لابد من تحالف مقرّر أو موضوعي، بين أطراف بعينها، كتحالف الرياح وعود الثقاب لحرق غابة، ومشعلو الفتنة يراهنون على تحويل الأغبياء والمتعصّبين إلى حطب، ونحن لا نلوم عود الثقاب ولا نعتب على الغابة، بل نبحث عن مدّعي الزعامة والوجاهة والعلم، نبحث عن حكمتهم وقوة تأثيرهم، فنجدهما في حساب الشارع صفرا.

كما أبدى الكاتب محمد أحمد المخيزيم في صحيفة القبس الكويتية قلقه من الأوضاع في مصر حاليا, وتساءل إلى أين تسير مصر بعد كل ما مرت به من أحداث, فبدلاً من أن نتجه إلى إقرار نظام تقوم عليه الدولة، وهو أولوية ملحة من أولويات الفترة الحالية، أصبحنا نبحث عن تصفية أشخاص، فالمحافظة على الدولة واستقرارها أهم من التصفيات وأهم من كل الاختلاسات مهما كبرت، فالدولة تعيش حاليا فراغا دستوريا والشرعية الثورية أسقطت الشرعية الدستورية.

وفي صحيفة الوطن الكويتية يرى الكاتب أحمد البرنس أن الآن نحن إزاء جرح كبير في خاصرة الوطن نتج عن عملية جراحية أُجريت في ميدان التحرير، وما لم يتم تنظيف الجرح من الصديد السياسي وتطهيره من فيروسات وميكروبات الحزب الحاكم قبل التئامه، فلا مجال للتطلع إلى غدٍ أفضل، إذ ما يدرينا أن هناك خلايا نائمة من فلول الأفاقين والمحتالين– وما كان أكثرهم في الحزب الوطني– يمكن أن تنشط لتمارس أعمالها الإجرامية، من خلال واجهات سياسية تتلاءم مع متطلبات المرحلة الراهنة, لذا لا يوجد مفرا من الاجتثاث، أو الإقصاء على أقل تقدير من خلال فرض عزل لا يقل عن عشر سنين، يستعيد خلالها الوطن عافيته بعد أن يبرأ من جراحه التي كانت أنياب وأظافر منتفعي الوطني سببا رئيسيا لها.

كما أشار الكاتب عادل درويش في صحيفة الشرق الأوسط إلى أن تكرار هجوم البلطجية المسلحين على المجتمعين في ميدان التحرير له دلالات, أهمها أن نظام الحزب الوطني "الاتحاد الاشتراكي سابقا" لا يزال يقاوم بشراسة, مثل سرطان في جسم الأمة المصرية.

تطهير الإعلام المصري


	الصحف المصرية

ترى صحيفة القدس العربي في افتتاحيتها أن الثورة المصرية ما زالت خضراء العود، ولا يجب أن تشغل فورة الانتصار واحتفالاته قياداتها عن التبصر بالأخطار التي تواجهها، خاصة من الطابور الخامس الذي يتطلع إلى التخريب والفتنة للانتقام من خسارته السلطة، بل والأكثر من ذلك مواجهة العدالة.. وأن الخطوة الأكثر إلحاحا تتمثل في الإعلام الرسمي، فمن المستغرب أن يظل رجال النظام السابق على رأس مؤسساتهم الإعلامية بعد انتصار الثورة، ومن المستغرب أكثر أن يتم السماح لهم بركوب موجة هذه الثورة، ونقل البندقية من كتف إلى آخر بسرعة فائقة في عملية استغباء للشعب المصري وطلائعه الشبابية الثورية.

فيما يرى الكاتب سليم عزوز بصحيفة القدس العربي استحالة الحديث عن نجاح الثورة، ما دام أزلام نظام مبارك يسيطرون على المشهد الإعلامي، من مثل عبد الله كمال، ومحمد علي إبراهيم، وعبد المنعم سعيد، وخالد إمام، وخيري رمضان، وتامر بن أبيه، وعبد اللطيف المناوي، مما يمثل هؤلاء خطرا على الثورة، في الوقت الذي نسمع فيه على "الثورة المضادة"!

البعد الأخلاقي للنظام السياسي في مصر

يرى الكاتب محمد عبد السلام منصور في صحيفة القدس العربي أن البُعد الأخلاقي للنظام السياسي في مصر، الذي أظهرته ثورة الشباب على حقيقته هو النموذج الذي ساد داخل الأنظمة السياسية في الدولة الإقليمية العربية، ولا نحتاج إلى التذكير بما له من أثر على تراكم الكراهية في الصدور، فقد يغفر الضمير الجمعي لمن يختلف معه أيديولوجيا، لكنه لا يغفر لمن 'يدلس عليه ويسخر من فهمه وإدراكه"، مشيرا إلى أن الوقت لم يفت فتستطيع الأنظمة السياسية في الدولة الإقليمية أن تقف موقفا جادا وتجري مجموعة من الإصلاحات السياسية، وأن تجعل الديمقراطية، وحرية القول والتبادل السلمي للسلطة والتنمية كل ذلك حقيقة واقعة، وإلا فإنها ستنتظر الآتي الذي يمكن أن يكون أشد وأعظم من هذه الثورة الشعبية التي قام بها شباب مصر، بعد أن سبقهم الشباب الثائر في تونس.

الأحزاب السياسية لم تعد مصدر التغيير

أكد الكاتب طلال عوكل في صحيفة البيان الإماراتية أن الأحزاب السياسية لم تعد بالضرورة هي صاحبة الوكالة الحصرية لقيادة عمليات التغيير, ففي الحالات التي تحققت حتى الآن، ونقصد مصر وتونس، يلاحظ المرء أن المبادرة للثورة لم تأت من الأحزاب السياسية لا المصرح لها بالعمل ولا المحظورة، وأن تلك الأحزاب التحقت بحركة الجماهير بعد تردد، وحاولت لاحقا ركوب موجات التغيير واستثمارها لصالحها, كما أظهرت التجربة العيانية أيضا أن تلك الأحزاب بمختلف مسمياتها، وأيديولوجياتها، وتراكيبها الاجتماعية، تحمل عبر تجاربها بعضا من سمات النظام الذي تعارضه، فمعظمها أحزاب غير ديمقراطية، وقياداتها تتسم بالثبات في مواقفها لفترات طويلة، وأن الكثير منها تسربت إليه المصلحية والذاتية، وروح المهادنة والإصلاح.

كيف تنجح حكومة شرف في إنجاز مهمتها؟!

أشار الكاتب فهمي هويدي في صحيفة الشرق القطرية إلى أنه بعد إزاحة حكومة مبارك واستبعاد رجاله تحقق أحد المطالب الأساسية للثورة، خصوصا حين رأس الحكومة شخصية موثوقة اكتسبت شرعيتها من انتمائها إلى المتظاهرين في ميدان التحرير، وهو ما يطرح سؤالين هما: كيف يمكن الإسهام في إنجاح مهمة تلك الحكومة؟ ثم كيف يمكن أن يظل الشارع حاضرا ومساهما في الضغط على السلطة لتحقيق بقية المطالب المشروعة؟

فيما أوضح الكاتب مأمون فندي في صحيفة الشرق الأوسط أن ما بعد الثورة أخطر بكثير مما قبلها, بل من الثورة ذاتها, لذا أدعو المصريين للعودة إلى عالم الواقعية لا عالم الأحلام, والعودة من عالم الافتخار على النت وعلى الفيس بوك تحديداً إلى عالم ال"فيس تو فيس" لأن مصر تحتاج إليكم فانزلوا من العالم الافتراضي واهبطوا رجاء.

انقطاع الغاز عن إسرائيل أو استمراره يهدد مصر بأزمة اقتصادية


	الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء المصرى

نقلا عن صحف عبرية أشارتصحيفة القدس العربية وجهات النظر المتداولة في الصحف العبرية، من أن موقف المجلس العسكري في مصر وموافقته على كل طلب عام يأتي إليه من ميدان التحرير، لن يستمر إلى الأبد، ففي هذه الأثناء لا يوجد من يدفع ثمن الحرية، لا توجد سياحة، والغاز لا يُنقل، ويتجول اليوم في مصر 250 ألف مصري عملوا في ليبيا، وكانوا يرسلون المال إلى مصر، بلا عمل وبلا دخل، والسلطة المركزية في ذعر، ففي حال قررت الحكومة المصرية وقف تزويد إسرائيل بالغاز فسيكون الثمن أثقل من أن يُحتمل، سيقتطع مليار دولار من الإيرادات المالية المصرية، وقد يقطع مجلس النواب الأمريكي المساعدة التي تبلغ مليارا ونصف مليار دولار، وقد يُلغى الاتفاق الثلاثي على إنتاج النسيج الذي يشكل قاعدة لتشغيل 800 ألف عامل في مصر.

وفي صحيفة الراية القطرية, يرى الكاتب سامي زكريا أن اتفاقية بيع الغاز المصري لإسرائيل تُعد من الاتفاقيات الصارخة الفساد والإجحاف بحق الشعب والاقتصاد المصريين والتي يتضح منها بشكل جلي أن هناك مَن يعبث بثروة مصر القومية التي هي ملك للشعب، ففي هذه الاتفاقية تبيع الحكومة المصرية الغاز بسعر يتراوح بين دولار.. ودولار ونصف الدولار، مع أن تكلفة استخراجه تتعدى الدولارين والنصف دولار، أي أنه يباع بخسارة دولار لكل طن غاز يتحمله الشعب المصري، وهو تبديد واضح للثروة المصرية لمصالح أشخاص, كما أن اتفاقية الغاز بين مصر وإسرائيل تهدد الاحتياطي المصري من الغاز، حيث إن التعاقد مع إسرائيل تم على تصدير 18 تريليون قدم مكعبة، بينما تمتلك مصر 28 تريليونا فقط، وليس كما تدعي الحكومة أن الاحتياطي 75 تريليونا.

قضايا أخرى

الثورة المصرية انتصرت وعجلة التغيير الديمقراطي تسير فيها بسرعة متصاعدة، هكذا يرى الكاتب عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي أن هذا الانتصار سيصب حتما في مصلحة الثورات العربية الأخرى، سواء التي انفجرت فعلاً أو التي ما زالت تنتظر، ومصر هي نقطة الارتكاز، وهي القاطرة التي ستقود المنطقة إلى بر الأمان.

وعلى صعيد آخر، أكد الكاتب جاسم الجاسم في صحيفة الراية القطرية أن المخاوف الإسرائيلية من عاصفة الديمقراطية التي تجتاح العالم العربي تتزايد وذلك بعد أن فشل رهانها على أنظمة ديكتاتورية عربية حاكمة تسعى للحفاظ على سلام بارد مع إسرائيل مقابل استمرار بقائها على كراسي الحكم.