نساء شبه عاريات ينضممن إلى "مسيرة العاهرات" في لندن

أشعل ضابط من الشرطة الكندية نارًا لن تنطفئ في جميع أنحاء العالم بعد تصريحات استفزت النساء في الغرب.

وبسرعة البرق استطعن تجميع بعضهن من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك للتظاهر ضد تصريحات قالها ضابط الشرطة لإحدى الفتيات اتهم فيها النساء ضحايا الاغتصاب بأن ملابسهن العارية هي السبب في حدوث تلك الجرائم لأنها تشجع الرجال على الاغتصاب.

وقامت مجموعة من النساء المتضامنات مع قضايا نبذ العنف بمسيرات في ولاية "بوسطن" الأميركية، ومدينة تورنتو الكندية احتجاجًا على تصريح رجل الشرطة مايكل سانغينيتي في مدينة "تورنتو" بأن تجنب ارتداء الملابس الفاضحة هو السبيل الأمثل لتحاشي التحرش الجنسي بالنساء.

ومن المنتظر أن تأتي هذه المسيرات إلى المملكة المتحدة الشهر المقبل.
وبدأت الأحداث عندما قال الشرطي إلى مجموعة من النساء في حديث في مؤسسة الصحة والسلامة للطلاب في قاعة مدرسة القانون أوسغود في تورنتو "كما تعلمون، ليس من المفترض أن أقول هذا ومع ذلك، يجب على النساء تجنب ارتداء الملابس العارية حتى لا يبدون مثل الفاسقات، مما يشجع المجرمين لمحاولة اغتصابهن".

وبسبب تصريحات الشرطي الكندي ثارت النساء في جميع أنحاء العالم حتى بلغ عددهن في المظاهرات أكثر من 5 آلاف امرأة. وتأتي هذه المسيرة في إطار سلسلة مسيرات أطلقت على نفسها "مسيرات العاهرات" وانطلقت في مطلع شهر نيسان/أبريل الماضي في مدينة "تورنتو" الكندية، للمطالبة بحرية النساء في اختيار ما يرغبن من ملابس، وانتقلت لتشمل عددًا من الولايات الأميركية وأستراليا وهولندا.
و تجمعت الآلاف من النساء بملابس مكشوفة في "مسيرة العاهرات". وقد اعتذر سانغينيتي في وقت لاحق، ولكنه سيظل في دوره ضمن قوة الشرطة. وبعد تصريحات الشرطي التي وردت في نيسان/أبريل، انضم النساء في جميع أنحاء العالم إلى صفحة "مسيرات العاهرات" على الفيسبوك بأعداد كبيرة، مما أثار احتجاجات في تورنتو وبوسطن، فضلاً عن مدن أخرى عبر الولايات المتحدة، حيث خرجت 3 آلاف امرأة في تورنتو، وكذلك ألفان في شوارع بوسطن، ومعظم النساء يسيرون بملابسهن الداخلية مع كتابة كلمة "وقحة" على المناطق العارية. وقد تم تنظيم مسيرة لندن، والتي ستبدأ من هايد بارك إلى ميدان ترفلغار، عن طريق صفحة "مسيرات العاهرات" على فيسبوك لندن، والتي تضم 5200 عضوة ناقشن بالفعل هذا الحدث. وإذا كان هذا العدد من المشتركات في الصفحة سيشارك في احتجاجات لندن ستكون أكبر مسيرة حتى الآن.

وتقول الصفحة إن هذه الاحتجاجات تهدف إلى إنهاء ما يسمى بـ "الإيذاء النفسي وثقافة اللوم تجاه ضحايا الاغتصاب". ووصفت المشاركات تعليق سانغينيتي بـ"السخيف وغير الدقيق". وقالت إحدى المشاركات "إنه يضر بشكل لا يصدق حقوق المرأة في جميع أنحاء العالم، فهو يلوم الضحية بدلاً من المذنب في جريمة بشعة، إنه حقًّا مثير للاشمئزاز ". وقالت فتاة أخرى "إذن، على الفتيات في جميع أنحاء العالم أن لا ينظرن إلى أي شاب بطريقة معينة، ولا ينبغي أن يخرجن في الليل، ولا ينبغي أن يذهبن إلى مناطق معينة، يجب أن لا تدخل في حالة سكر مع أصدقائها، لا ينبغي أن ترتدي الكعب العالي، لا ينبغي أن تكون بمفردها مع شخص لا تعرفه ولكن بعد كل هذا لن تحول كل تلك القيود دون وقوع الجريمة، ببساطة، لأن هناك جانٍ سيفعلها تحت أي ظرف. ولكننكم الآن تخلقون ثقافة جديدة تقول إن الاغتصاب مقبول".
وقالت سيوبهان كونورز، 20 عامًا، من لين، ماساشوستس، "لقد أردنا أن نفعل شيئًا لإظهار دعمنا. وعندما دعونا إلى المسيرة كان من المتوقع أن ينضم نحو 30 شخصًا. ولكننا فوجئنا بهذه الأعداد الكبيرة".
وقالت إحدى المنظمات لمسيرة العاهرات جيسيكا سكولنيك "نحن نعيش في ثقافة تلوم الضحية بدلاً من معاقبة الجاني على اعتدائه الجنسيّ". وترى سكولنيك أن هذه الحركة ستساعد على نبذ المعايير المزدوجة الراسخة في الثقافة الأميركية عند الحكم على جرائم الاعتداء الجنسي.
وتقول سكولنيك إنها صُدمت أثناء مشاهدتها المسيرة التي قامت في "تورنتو" من مشهد أحد النساء التي رفعت لوحة مكتوب عليها "لقد كنت أرتدي قميصًا وبنطالاً عندما تحرش بي. فهل أستحق ذلك؟". بينما أكد أحد المشاركين في المسيرة من الرجال ريتش جيردو على أنه لا علاقة بين ملابس المرأة وتعرضها للتحرش الجنسي. ويصف رجل مشارك آخر، ويدعى ميكي، الربط بين الملابس والتحرش بالسخيف، ويقول "لكل منا أم وأخت وابنة، ولا يرضى أن يحدث هذا الأمر لهن".

وكانت الشعارات المرفوعة في المسيرة على النحو التالي "العاهرات يدفعن الضرائب"،"أنا عاهرة. فلتغتصبني كما يحلو لك"،"أوقفوا التحرش في الشارع"،"نلبس بالطريقة التي نفضلها. نذهب إلى المكان الذي نرغب فيه"،"عليكم بلوم المغتصبين".
إذا توقفنا عن ارتداء أزياء العاهرات، هل ستتوقف حالات الاغتصاب. توقفوا عن لوم الضحايا". وتستقطب المسيرة النساء والرجال، في محاولة لجمع كل الأطراف والتصدي للعنف الجنسي بأشكاله المختلفة. وتتضمن المسيرة عددًا من الأنشطة الجانبية، منها ورشة عمل تعليمية حول مقاومة العنف، ومساندة الناجين من العنف.