اخرس يا كلب..بقلم : محمد العزبى

لم أصدق ما قرأته عن نشر غسيلنا فى المحافل الدولية، وسوء السمعة التى لاحقتنا على ضفاف بحيرة «جنيف».

المكان والزمان الجلسة المسائية لمؤتمر العمل الدولى حيث يمثل مصر وفدان متناحران، وإن كان ذلك لا يمنع تقديم بلدنا فى صورة تليق بها بعد الثورة

أم أن الثورة هى التى أفرزت هذا السلوك وهو ما لا يمكن أن يكون.
كانت نقابات العمال لسنوات طويلة يحظى رؤساؤها بالرضا السامى وينال بعضهم ثمن التأييد وحشد الرجال.

أيام ثورة يوليو خرجت المظاهرات إلى الشوارع تنادى - دون خجل - بسقوط الديمقراطية وملعون أبوالحرية والويل لأساتذة الجامعات والمثقفين والنخبة الذين تجرأوا عام 54 على المطالبة بتحرير المواطنين.. واشتهرت تلك الهجمة العمالية المضادة باسم «صاوصاو» نسبة لأبرز قادتها.. وقيل بعد ذلك فى مذكرات واحد من أشهر الضباط الأحرار بعد أن فقد مناصبه أن الثمن كان بضعة آلاف من الجنيهات.

واشتهرت مناسبة عيد العمال فى أول مايو بالهتاف للرئيس والتصفيق والنداء بالألحان «المنحة يا ريس» بما تبدو تمثيلية صغيرة، تتكرر.
فلما قامت ثورة التحرير، لم يكن موقف نقابات العمال مؤيدا، بل إن رئيس النقابة «حسين مجاور» والوزيرة النقابية «عائشة عبدالرحمن» تعرضا للمساءلة والتحقيق فى أحداث معركة «الجمل» وتقدم البعض ببلاغات اتهام ضدهما، أما القبلة على يد الهانم فتلك لا تحسب جريمة.

«إسماعيل فهمي» - الذى يختلط اسمه كلما سمعته بوزير خارجيتنا الراحل وقد كان رجلا محترما بصرف النظر عن الاختلاف حول آرائه السياسية - أصبح قائما بأعمال رئيس اتحاد نقابات مصر خلفا لمجاور.
سافر إلى «جنيف» ومعه وفد وصحافة، بعضهم يتبع الاتحاد وبعضهم فى صحبة وزير العمل.

وكان طبيعيا أن يلقى «إسماعيل فهمي» خطاب مصر الذى ينتظره العالم بعد سمعتها العالية.
كان هناك حاضرون آخرون من بينهم «كمال عباس» ممثل اتحاد النقابات المستقل الذى أنشئ أخيرا وأعتقد أنه مازال يبحث عن شرعية قانونية واعذرونى لضعف معلوماتى فى هذا المجال.. ويقولون إنه حضر مؤتمر جنيف بصفته ممثلا للجمعيات الأهلية.

قاطع «عباس» خطاب «كمال إسماعيل» بأعلى صوته أمام الجميع: «أنتم قتلة الثوار فى التحرير، تسرقون العمال منذ عشرين عاما».
وعندما حاول نائب رئيس الاتحاد المعتمد الدفاع مهاجما، زاد انفعال «عباس»، وصاح: «اسكت يا كلب».

تدخل وزير القوى العاملة «أحمد حسن برعى» ولكن ماذا يجدى تدخله بعد أن وقعت الفضيحة وساد الهرج.
تردد بأن خلافا سابقا بين ممثلى الاتحادين سمى بمؤامرة الـ «سى دي» يحمل صورة «كمال عباس» فى لقاء مع الصحفية الإسرائيلية «رون فرات» والكاتب الإسرائيلى «إيساف أديب».. وعلى خلفية اتهامات بالعلاقة الخاصة بين اتحاد نقابات العمل وضباط أمن الدولة؟

فى كل الأحوال ليتنا لم نصدر فضائحنا إلى خارج البلاد