أطباق الحشرات تغزو مطاعم أوربا

 

 

من الملاحظ ان هناك زخماً اعلامياً متصاعداً في فترة السنوات القليلة الماضية يدفع في اتجاه ترغيب الناس في التهام وجبات الحشرات ، خاصة وانه وفق تأكيدات العلماء فإنها تحتوي على عناصر الغذاء كاملة .

 ان قراءة في أبحاث العلماء تؤكد تلك الحقيقة و تعطي على الأقل شعوراً بالإطمئنان على غذاء المستقبل في حالة نقصه، فالحشرات غنية بالبروتين ـ فمثلا هي تحتوي على 28.5% مقارنة بما تحتويه الأسماك ، وتحتوي الديدان على نحو 28.2% من البروتين، كما يوجد بالنمل الأبيض نحو 46% من البروتين. وقد أظهرت دراسات تحليلية أن بعض الحشرات المكسيكية والأفريقية، تحتوى على قدر أكبر من البروتين يتراوح بين 60، 70%.، من جهة أخري اثبت العلماء ان البروتين الحشري يماثل نظيره الموجود في الأغنام والدواجن والأبقار، و أظهرت التحليلات ايضاً أن دهنيات الحشرات هي من نوعية صحية جيدة، تشبه دهنيات أسماك السالمون والماكريل. ذلك أنها تحتوي على قدر متدن للغاية من الكوليسترول، كما تمتاز برفعة محتواها من الأحماض الدهنية الصحية من نوع (أو ميجا –3) . وهذا بالطبع غير صنوف الأملاح المعدنية المهمة مثل الحديد والزنك والكالسيوم والفوسفور والبوتاسيوم، وكذلك صنوف الفيتامينات، لاسيما فيتامينى (أ)، (د).

 

لقد اتقنت بعض دول العالم صناعة وجبات الحشرات ..واصبحت وجبة اساسية في بلدان اسيا وأميركا اللاتينية ففي المطاعم هناك يمكنك ان تطلب الجراد المشوي او الزواحف المقلية او الجنادب المحمرة وحتي الديدان المسلوقة ، في تايلاند على سبيل المثال تنتشر محلات بيع الحشرات المطبوخة في كل ركن وفي كل شارع ،انها الغذاء الشعبي الأول هناك وتباع السلاطة مخلوطة بالديدان ، فهي ذات فائدة صحية عالية ويقبل عليه الناس نظرا لرخص اسعارها .

 

 

ان احد اشهي انواع الحشرات هي اليرقات خاصة يرقات سوسة النخيل فهى يرقات صغيرة يصل طولها عند اكتمال النمو إلى 35-55 مم ، وقطرها 18-22 مم. وهى تسكن داخل جذوع الأشجار وتتغذي بشراهة على محتويات جذع النخلة، ويستخرجها الناس ثم يقمون بتنظيف احشائها ومن ثم تقلي في الزيت وتأكل وهم يقولون عنها انها شهية جداً خاصة عندما يتم اعدادها على طريقة اهل الكاميرون عندما تخلط البصل والملح والفلفل الأسود بعد طهيها ببطئ داخل ثمرة جوز الهند. ومن الغريب ان سعر الكيلو جرام من تلك اليرقات يباع فى بعض نواحى الكونغو بسعر أعلى خمسة أضعاف من ثمن الكيلو جرام من لحم البقر.

 

في الصين برعت المطاعم هناك بشكل خاص في تقديم وجبة مميزة تصنع من شرنقات الحرير المقلية مع خليط من زيت الصويا والثوم والفلفل والزنجبيل، ويقبل الصينيون بنهم على أكل تلك الشرنقات ويلقون بالقشور. ويرى الصينيون ان تلك الشرانق هي من اغنى المصادر بالبروتين كذلك فإن اليرقات تؤكل أيضاً بعد أن تقلى بالزبد وتخلط بصفار البيض وتتبل بالبهارات والخل. وهذه وجبة قيمة جداً.

 

أحد أهم الحشرات التي ينظر لها باهتمام على انها يمكن ان تلعب دورا في المستقبل في سد الفجوة الغذائية في حالة تفاقمها هي حشرة الجراد فهو ينتشر في رقعة تضم 64 دولة ً تتركز فى قارتى أفريقيا وآسيا ويمكن ان يصبح غذاءً محتملاً بالنظر الي تكاثره بشكل كبير.. فقد رصد العلماء في احد الاوقات سرباً مساحته 400 ميل مربع، يضم نحواً من 40000 مليون جرادة، بوزن لا يقل عن 160 ألف طن. 

ان تغذية الجراد على النباتات النظيفة الخضراء جعلت الناس تطمئن إلى مصدر لحمه، والجرادة تأكل فى كل يوم قدر وزنها من النباتات. وهى تزداد وزناً شيئاً فشيئاً حتى يبلغ وزنها 3-5 جرامات. وكلما ازدادت وزناً تضاعف ما تأكل من أعشاب نظيفة ونباتات. ومن الثابت علمياً أن نوع الغذاء الذى يتغذى به الحيوان يعد هو المقياس الذى يحدد قابلية لحمة لتغذية الإنسان.

 

 

ولا يقتصر الغرام بأطباق الصراصير على البلدان النامية، بل إن سوق منتجات الصراصير بدأ ينتعش فى الكثير من الدول الغربية الغنية. ففى واشنطن العاصمة نجد رجل الأعمال " مارك نيفين " الذى يمتلك مطعماً فخماً، بدأ يقدم لزبائنه أطباقاً من صراصير الليل، يقوم باستجلابها من مزرعة لتربية الحشرات فى كاليفورنيا.

 

في المانيا هناك تقدم ملحوظ في وضع الحشرات المطبوخة والمقلية الآن على الموائد خاصة وأنها رخيصة مقارنة بنفس الأطعمة البحرية التي يفضل الألمان التهامها مثل الروبيان والمحار وسرطانات البحرـ والان يمكن القول بأن المزاج الاوروبي العام تحول بشكل كبير الي التهام الحشرات التي تحتوي على نفس البروتينات ونفس القيمة الغذائية كاللحوم ولكن بأسعار أقل