شارك عدة الاف من الشيعة في البحرين يوم الجمعة في تشييع جنازة ثلاثة قتلوا في حملة أمنية لقمع احتجاجات للمعارضة استلهمت فكر الانتفاضة المصرية.

وقتل أربعة محتجين وأصيب 231 شخصا عندما تدخلت قوات الامن لفض اعتصام في دوار (ميدان) اللؤلؤة في العاصمة المنامة واعتقلت العشرات.

ووصف الشيخ عيسى قاسم وهو عالم شيعي بحريني بارز يوم الجمعة مداهمة الشرطة للمحتجين بأنها "مذبحة" وقال ان الحكومة أغلقت بذلك باب الحوار وان كان لم يدع صراحة لمواصلة الاحتجاجات بالشوارع.

وكان قاسم يتحدث في الالاف ممن تجمعوا عند بقرية شيعية بشمال غرب البحرين لصلاة الجمعة.

وكان المحتجون وأغلبهم من الشيعة يأملون في تحويل دوار اللؤلؤة الى قاعدة للاحتجاجات على غرار ميدان التحرير في القاهرة.

ويمثل الشيعة 70 في المئة من مواطني البحرين التي تحكمها أسرة ال خليفة السنية.

وشارك عدة الاف من الشيعة في جنازة القتلى الثلاثة بقرية سترة جنوبي المنامة.

وهتف المشيعيون "الشعب يريد اسقاط النظام".

وظلت الشرطة بعيدة عن الجنازة لكن طائرة هليكوبتر حلقت فوق الحشود. وقتل أحد المحتجين يوم الثلاثاء أثناء حضوره جنازة محتج اخر.

وأظهرت لقطات تلفزيونية أن مئات من مؤيدي الحكومة البحرينية تدفقوا على شوارع العاصمة المنامة يوم الجمعة ملوحين بالاعلام وبصور الملك حمد بن عيسى ال خليفة.

وسارت عشرات السيارات التي ترفع علم البحرين باتجاه مسجد الفاتح وهو أكبر مسجد بالعاصمة. وكتب على أحد الاعلام اسم "حمد" في اشارة الى الملك. وتوقف عدد من سيارات الشرطة خارج المسجد.

وفي مسجد سترة قام رجال بتغسيل جثمان شاب يبلغ من العمر 22 عاما يدعى محمود أبو تقي امتلا جسده باثار الطلقات المطاطية.

وقال والده مكي ابو تقي (53 عاما) "قال لي قبل ان يذهب الى هناك.. لا تقلق يا أبي أنا أريد الحرية."

وأضاف أبو تقي وهو مدير شركة عقارية أن حكومة البحرين فاشلة وأكد أن الاحتجاجات ستستمر.

ولف جثمان الابن وجثمان قتيل اخر اسمه علي منصور خضير (58 عاما) بعلم البحرين ثم وضعا على ظهر سيارتين سارتا ببطء في الشوارع.

ورددت الحشود هتافات تطالب بمحاكمة ما وصفته بالعصابة الاجرامية وطالبت بالعدالة والحرية والملكية الدستورية.

وتعتبر السعودية والولايات المتحدة التي يتمركز أسطولها الخامس في البحرين أسرة ال خليفة السنية الحاكمة حائط صد ضد ايران الشيعية.

وحثت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون البحرين يوم الخميس على ضبط النفس والوفاء بوعدها "بمحاسبة من استخدموا القوة المفرطة."

وهزت الاضطرابات في البحرين -وهي مركز اقليمي للبنوك ومنتج صغير للنفط- ثقة الاجانب في الاقتصاد.

وارتفعت يوم الجمعة تكلفة التأمين على ديون البحرين السيادية لاجل خمس سنوات الى أعلى مستوياتها في 18 شهرا اذ زادت 19 نقطة أساس عن مستوى اغلاق يوم الخميس لتسجل 300 نقطة وفقا لمؤسسة ماركت.

ومن جانبه قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد ال خليفة ان ما فعلته الشرطة كان ضروريا لان بلاده على شفا انقسام طائفي.

لكن حسن راضي وهو محام في سترة يبلغ من العمر 64 عاما اختلف مع هذا وقال من أمام مسجد سترة انه لا يوجد أحد في البحرين يريد الطائفية لكن الناس يجبرون عليها عندما يتعرضون للتمييز ولا يجدون وظائف ولا احتراما.

وأضاف أن الناس يطالبون بدولة حديثة لها دستور ديمقراطي حقيقي يضمن الحقوق والمساواة.

وقال ابراهيم مطر وهو نائب برلماني من جمعية الوفاق الشيعية المعارضة التي علقت مشاركتها في البرلمان المكون من 40 مقعدا ان عدد المفقودين بعد مداهمة الشرطة للمحتجين في دوار اللؤلؤة انخفض الى 11 شخصا.

وأضاف أنه لا يعرف مكانهم وأنهم ربما كانوا مختبئين أو ربما زج بهم في السجون. وكان نواب من جمعية الوفاق قد قالوا يوم الخميس ان نحو 60 شخصا مفقودون.

وقال جلال فيروز وهو نائب اخر من جمعية الوفاق ان الاحتجاجات خرجت الان عن نطاق سيطرة الاحزاب السياسية. وأضاف أن الحشود أصبحت مشحونة بالخوف والغضب وانها لا تعارض الملك أو الاسرة الحاكمة لكنها تريد حكومة منتخبة.

وقال الشيخ خالد بن علي ال خليفة وزير العدل والشؤون الاسلامية ان من المهم أن تبقى جمعية الوفاق في البرلمان لدفع العملية الديمقراطية الى الامام.

وذكر وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أن الاصلاحات الدستورية التي أقرت عام 1999 يجب أن تستمر وأنه يجب اجراء حوار بين الحكومة والمعارضة "أن يؤدي الى المزيد من الاصلاحات في النظام السياسي وتلبية المطالب المشروعة."

وأكد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في المنامة يوم الخميس على تضامنهم ودعمهم للبحرين سياسيا واقتصادية وعسكريا ودفاعيا.

وقال المجلس المكون من ست دول انه لا يقبل التدخل الاجنبي في شؤون البحرين.

من سينثيا جونستون وفريدريك ريشتر