عمرو مصطفي رئيس جمهورية واحده و نص

كانت الدموع هي العامل المشترك للمطرب والملحن عمرو مصطفى بين دفاعه عن الرئيس المخلوع حسني مبارك قبل الثورة التي أطاحت به ونظامه، وتأييد الثورة ومطالبها بعد نجاحها وذلك خلال استضافته في أحد البرامج التلفزيونية بعد أيام قليلة من تنحى الرئيس مبارك.

عارض مصطفى لثورة بشدة، ووصل الأمر به لمهاجمة شباب 25 يناير المتظاهرين في ميدان التحرير وطالبهم بفض الاعتصام متهما إياهم بإحداث فوضى في مصر لإضعافها، كما أدان مطالبتهم برحيل الرئيس مبارك، وقال إنه زعيم هذا البلد وتحمل كثيراً من أجل شعبها، فهل تكون هذه هي النهاية؟ وبكى وهو يعتذر للرئيس عن ما حدث.

كما وجه رسالة عبر صفحته الخاصة على موقع فيس بوك، وقال فيها: "حسبي الله ونعم الوكيل في أي حد عايز يخرب بلدنا يا جماعة مسكوا عربية مليانة قنابل ومتفجرات في السيدة زينب يا جماعة مش دي كلها دلائل إن الناس دي مخربة انتوا يا شباب فيكوا إيه؟ فين عقلكوا؟ لازم تفهموا!".

وأضاف: "لازم تخرجوا من ميدان التحرير حرام عليكوا بلدكوا اللي عايشين في خيرها تعملوا فيها كده والله حرام انتوا اللي هتحصدوا كل ده وعمر ربنا ما هيسامحكوا على التخريب والدم اللي عملتوه في مصر".

خطيب النظام

لم يكتف عمرو بانتقاد المتظاهرين بل امتد هجومه للقنوات التلفزيونية التي تنقل الحقيقة بعدما تعمد التلفزيون المصري تجاهلها حيث أجرى مصطفى مداخلة هاتفية مع قناة العربية الفضائية شن فيه هجوما ضاريا على القناة بسبب تغطيتها للأحداث، وقال: "اتقوا الله وكفاية تعملوا دعوات لتسخين الشباب ومصر كلها بتقول نعم والشارع المصري ينشد الاستقرار أين قناة العربية وسط الناس اللي بتقول نعم، لماذا تركزون فقط على المتواجدين في ميدان التحرير".

وتابع: "كل العقلاء والحكماء بيقولوا نعم.. أنا بنفسي قبضت على اثنين أجانب يوزعون منشورات لتحريض الشباب.. وأوجه نداء لكل الشباب امشوا من التحرير هاتضيعوا البلد".

وهاجم أيضا كل من ساند الثورة من زملاءه الفنانين واعتبرهم خونة مؤكداً أن الرئيس استجاب لمطالبهم: "ماذا يريدون الآن سوى أن تتحول البلد إلى فوضى وخراب".!! كما هاجم زميله المخرج خالد يوسف ووصفه بأنه من الأساس مخرج يسيء إلي سمعة مصر واستقرارها من خلال ما يقدمه في أفلامه التي -من وجهة نظره- هي السبب فيما حدث من تفجر في نفسية الشعب، وقال إن آراء يوسف تدعو إلي تهييج الفتنة بين أفراد الشعب.

وقال: "بعد أن أخذنا حقنا كاملا هو عايز إيه تاني؟ كفاية تخريب وفتنة وإساءة إلي بلدنا الغالية فنحن جميعا نريد الاستقرار لا التخريب والتسخين الذي يقوم به المخرج .. فهذا خطأ وحرام جدا ".بينما رد خالد يوسف عليه قائلا "عمرو مصطفى لديه درجة متخلفة من الوعي جعلته لا يستطيع تحديد الفرق بين النظام السياسي وبين مصر وأنا عندما أتكلم عن ظلم اجتماعي بكل أشكاله لا أسئ لمصر فهي أكبر من أن يسئ إليها فيلم سينمائي أو رأي فردي وإنما هجومي موجه للنظام الذي أوصل الحال بمواطنيه للبحث عن طعامهم في الزبالة وحولتهم لمجموعة من الشحاتين أما الشعب المصري ومصر فأكبر بكثير من كل ذلك".

مطرب الرئيس

لحن عمرو مصطفي وغنى أغنية للرئيس المخلوع محمد حسني مبارك في المؤتمر العام السابع للحزب الوطني الديمقراطي العام الماضي، وكانت كلمات الأغنية تقول " انت عملت للبلد دى حاجات كتير، خاف علينا اختارلنا نبقى ف سلام، كل همه إن البلد تفضل بخير، كل خطوه أكيد حاسبها بالتمام، حافظ على ولاده، خلى البلادي أمان عشان زمان حارب، واختار نعيش في سلام".

وهى نفسها الأغنية التي تم غنائها في مظاهرات التأييد للرئيس المخلوع في ميدان مصطفى محمود، والتي كان عمرو مصطفى يقودها.

بعد نجاح الثورة خرج عمرو مصطفي ليعلن أنه يؤيد مطالب ثورة 25 يناير بشرط أن تضمن له ألا ينتج عنها أي فوضى وإلا سيتكرر سيناريو ما حدث في العراق من قتل وعمليات تخريبية متكررة حدثت بدعوى الديمقراطية.وألا يكون هناك دخول قوات أمريكية إلى مصر مثلما حدث في العراق.

وبرر سبب بكائه الشديد هو تخوفه من سيناريو الفترة المقبلة وخوفه الشديد علي مصر كذلك تأثره بسبب ما تعانيه ابنته من خوف وفزع في أعقاب تداعيات ما بعد جمعة الغضب وحدوث أعمال البلطجة.

وأكد أنه مع الثورة ضد الفساد مهما كانت أشكاله ومهما بلغ حجمه، وتراجع ووصف النظام السابق بالفاسد، كما وجه الشكر للثورة لأنها نجحت في كشف الفساد بنقابة الموسيقيين، وأكد أن الثورة ستقوم قريبا بالإطاحة بشركات الإنتاج التي أخذت حقوقنا، كما حذر عمرو من المنافين واصف إياهم بأنهم أقوى بكثير من الفاسدين، وأن الثورة المصرية أفرزت الكثير منهم خلال الفترة الماضية.

كما كان مصطفى من أوائل الناس التي حصدت نجاح الثورة بعدما أعلن عن نيته تأسيس حزب سياسي، والترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة وبرر رغبته في خوض العمل السياسي قائلاً: "يجب أن يكون لي دور في الحياة السياسية في الفترة المقبلة، رغبة مني في المشاركة في بناء مصر، وهذا حقي كمواطن مصري". وقال: إن علينا أن ننتظر 10 سنوات لنرى نتائج الثورة في التعامل مع ملفات الرشوة والمحسوبية، وتحقيق العدالة الاجتماعية".

وحول رؤيته لمستقبل مصر قال إنه ما زال قلقا لأن الرؤية لم تتضح بعد، وأن هناك ثمة مخاوف من طريقة تعامل الجيش مع الأمور الحالية، لاسيما إعادة بناء الاقتصاد المصري الذي انهار بفعل الأحداث، على حد قوله".

ولد عمرو مصطفى في مدينة القاهرة في 31 ديسمبر عام 1979 التحق بالكلية الجوية ودرس هناك لمدة عام واحد، بعد ذلك قرر الخروج منها ليلتحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة التي تخرج منها عام 2001